The effects of the Russian-Ukrainian war on the world economy
أدت الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى حدوث اضطراب في الاقتصاد العالمي، حيث أثرت هذه الحرب على كافة النواحي الاقتصادية بدء من الوقود وحتى المواد الغذائية، كما أنها أثرت على الاستثمار العالمي بشكل عام، ويتوقع أن يظل هذا التأثير متسبباً في ارتفاع الديون وإحداث تضخم عالي نتيجة للإجهاد المالي الذي تعاني منه جميع الدول في العالم.
The effects of the Russian-Ukrainian war on the world economy
تسبب الصراع الروسي الأوكراني في ارتفاع كبير لأسعار السلع الأساسية، وهو ما زاد من مخاوف الدول لحدوث تضخم طويل الأمد والذي قد يؤدي فيما بعد لركود اقتصادي واضطرابات اجتماعية، قد لا تتمكن بعض الدول من مواجهتها.
ويذكر أن هناك بعض القطاعات التي تأثرت أكثر من غيرها بهذه الحرب مثل قطاعات النقل والسيارات والوقود والمواد الكيميائية.
الأزمة الغذائية
واحدة من أهم القضايا التي تأثرت بالحرب الروسية الأوكرانية، حيث واجهة بعض الدول خاصة في أفريقيا والتي يعانى أفرادها من انخفاض الدخل من نقص حاد فى الغذاء، فمن تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية ارتفاع الأسعار لجميع السلع ومن ضمنها السلع الغذائية، نتيجة لذلك تأثرت الدول الفقيرة حتي وصل الأمر لنقص العديد من المواد الغذائية ونفادها من السوق.
ومن أهم المواد الغذائية التي تهدد غالبية الدول بأزمة غذاء قاتلة، هي نقص القمح، ويرجع ذلك إلى أن ثلث إنتاج العالم من القمح يتم توريده من روسيا وأوكرانيا، ونتيجة لهذه الحرب توقفت أغلب صادرات القمح وهو ما أدى إلى أزمة غذائية لأغلب الدول، ما جعل العالم يقف مكتوف الأيدي وهو على حافة أزمة إنسانية كبري، وتبحث الدول التي تأثرت بهذه الأزمة عن موردين آخرين لتغطية احتياجاتهم من القمح، والإمدادات الغذائية بصفة عامة.
أزمة الطاقة
تعد الدولة الروسية واحدة من أكبر الدول إنتاجاً للنفط، فهي ثالث دولة على مستوي العالم فى إنتاج وتوريد النفط، بجانب كونها الدولة رقم اثنين على مستوي العالم فى إنتاج الغاز الطبيعي، كم أنها من أكبر 5 دول إنتاجاً للصلب، ونتيجة لذلك بمجرد بدء الحرب الروسية الأوكرانية أثر ذلك بشكل مباشر على أسعار النفط والغاز الطبيعي، وتراجعت على إثره الأسواق المالية في جميع دول العالم، حيث وصل سعر برميل النفط إلى 125 دولار أمريكي، وهو أعلى سعر وصل إليه البرميل الواحد، منذ الأزمة الاقتصادية العالمية التي مر عليها عدة سنوات، كما ارتفع سعر الغاز الطبيعي إلى مستوي قياسي لم يصل إليه من قبل، حيث وصل إلى ما يقرب من 192 يورو لأول مره فى تاريخه.
ونري اليوم حجم الأزمة التي تسببت بها الحرب الروسية الأوكرانية في أوروبا من أزمة الطاقة، وتحاول الدول المتأثرة بهذه الأزمة البحث عن بديل خاصة مع وجود أزمات فى الكهرباء، والتي أثرت بشكل مباشر على شكل الحياة فى هذه الدول، والتي أطلقت حملة ترشيد الطاقة للحفاظ عليها في ظل الأزمة التي تواجههم حتى يتوصلوا إلى حل بديل لما يجابهونه من جراء هذه الحرب.
أزمة النقل
لما تترك الحرب الروسية الأوكرانية أي قطاع دون أن تؤثر عليه بالسلب، ومنه قطاع النقل والذي وقع فى أزمة مزدوجة، مرة بسبب نقص الطاقة والوقود، ومرة أخري بسبب نقص المواد الخام لصناعة السيارات وغيرها، حيث تعد روسيا واوكرانيا من أكبر الدول أيضاً فى توريد المعادن والنيكل والألومنيوم والليثيوم والماغنسيوم والكابلات والموصِلات، جميع هذه المواد التي تحتاجها المصانع فى صناعة السيارات قد تم إيقاف توريدها نتيجة لهذه الحرب، وبسبب ذلك أعلن العديد من المصانع المنتجة للسيارات في أوروبا عن توقف الإنتاج نتيجة لعدم وجود المواد الخام، كما أعلنت بعض المصانع في جميع دول العالم أيضاً أنها في طريقها لتوقف الإنتاج لنفس السبب.
كما تأثرت حركة الطيران في العالم بسبب هذه الحرب، فبجانب أزمة الوقود قامت جميع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية بحظر الطيران الروسي إلى أراضيها، وفي المقابل حظرت روسيا دخول طائرات هذه الدول إلى مجالها الجوي، ونتيجة لحظر روسيا لدخول الطائرات إلى مجالها الجوي أدي إلى اتخاذ هذه الطائرات مسار أطول حتى تتمكن من الوصول إلى وجهتها، وهو ما يعنى استهلاك أكبر للوقود، وعلي صعيد آخر لن تتمكن شركات الطيران من رفع تكاليف السفر فهي لا تزال تعانى من أزمة وباء كوفيد وقلة حركة الطيران.
وبجانب السيارات والطيران تأتي السكك الحديدية والتي تأثرت أيضاً بالحرب الروسية الأوكرانية، فقد حظر الدول الأوروبية أعمالها مع السكك الحديدة الروسية، والذي قد يؤدي إلى توقف حالة النشاط التجاري والشحن بين آسيا وأوروبا.
ومن ذلك، فإن تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على اقتصاد العالم، قد ظهرت في كافة النواحي وطالت جميع الدول سواء الدول الغنية أو الفقيرة، وقد تؤدي إلى اشتداد الأزمة والذي سوف يؤثر أولاً على الدول الفقيرة والتي قد تواجه المجاعات في حالة استمرت الحرب واستمر العالم فى إشعال شرارة هذه الحرب وعدم البحث عن حلول لتوقف الحرب أو لتجنب آثارها.