تداعيات أزمة شركة إيفرغراند العقارية

الحكومة-الصينية-تنقذ-إيفرغراند-سرا

في ظلَ التَطورات العالمية الاقتصادية الأخيرة وجائحة كورونا ، وما شهدَته الأوضاع العالمية من تغيرات اقتصادية ومالية وسياسية وغيرها … الخ . فقد ظهرت أزمة الإمبراطورية العقارية الصَينية العملاقة مجموعة ” إيفرغراند China Evergrande ، والتي تأتي أهميتها من كونها تمثَل ثاني أكبر مطوَر عقاري في الصين، وخاصَة أنَ أسهمها كانت تحتل تصنيف الأفضل في أسيا ، فالانهيار السَريع لتلك المجموعة شكَل أزمة مفاجئة للكثير، فما هي تداعيات أزمة شركة إيفرغراند العقارية.

إقرأ أيضا.

أهمية مجموعة “إيفرغراند” :

نظراً للأزمة التي تعاني منها مجموعة “إيفرغراند” فقد شكَلت خضَة وهزَة للأسواق المالية في العالم وآسيا، كونها أكبر مطَور عقاري في الصَين من حيث المبيعات ، وثاني أكبر مجموعة في العالم من حيث الإيرادات ، وفقاً لتقديرات مجلة “فورتشن” Fortune لعام 2021م .

أسسها (شوجيايين ، Xu Jiayin) عام 1996م في إقليم غوانزو ، قبل أن يأخذ المرتبة الخامسة بين أغنياء الصَين ، وفق قائمة “هورون” المتخصصَة في رصد أصحاب الثَروات في البلاد ، تتخذ المجموعة من “سينزن” مقرَاً رئيسياً لها . عدد الموظفين في المجموعة حوالي 200ألف شخص وتؤمن بطريقة غير مباشرة 3,8 مليون وظيفة ، كما تحوي نحو 51 شركة تابعة ناشطَة في الخدمات العقارية حول العالم ، وهي موجودة في 280 مدينة ولديها قرابة 1300 مشروع .

وأفادت خدمات “رويترز” الخاصَة بالشركات بأن المجموعة المعروفة سابقاً باسم “إيفرغراند ريل استايت غروب ليمتد” Evergrande Real Estate Group Limited”” تنشط في تطوير العقارات ، وتقوم بإدارة أعمالها من خلال 4 قطاعات :

1 ) التَطوير العقاري Property Development

2 ) الاستثمار العقاري Property Investment

3 ) إدارة الممتلكات Property Management

4 ) والأعمال الأخرى Other Businesses

الأسباب التي قد تكون أدَت إلى الانهيار السَريع لمجموعة “إيفرغراند” :

لقد كان طموح مجموعة “إيفرغراند” كبيراً وكانت ترنو إلى مشاريع استثمارية عديدة وحاولت المجموعة ساعيةً أن تصل إلى طموحها . ولابدَ أن يكون ذلك التَطور والتَوسع في المجموعة مصدراً لإيرادات دخل إضافية للأعمال ولكن في نفس الوقت قد يؤدي إلى الوصول لحافة الانهيار والسَقوط.

“إيفرغراند” العقارية اندمجت في قطاع السيارات الكهربائية فأسست سنة 2019م شركة “إيفرغراند أوتو” بهدف إحداث ثورة في القطاع ومنافسة مجموعة “تسلا” الامريكية ، لكنها بعد سنتين لم تتمكن من تسويق أي سيارة ، وهبطت قيمتها السوقية من 120 مليار دولار إلى 50 مليار .

كما تمتلك المجموعة نادي “غوانزو” لكرة القدم مدَربه بطل العالم الأسبق الإيطالي “فابيو كانا فارو” ، وأيضاً تبرز “إيفرغراند” في سوق المواد الغذائية والمياه المعدنيَة بعلامتها “إيفرغراند سبرينغ” . كذلك وفقاً لتفاصيل أعربت عنها “فرانس برس” بأن المجموعة كانت تطمح إلى فتح منتزهات ترفيهية أكبر من منافستها “ديزني” وكان في مخططها إنشاء 15 منتزهاً ترفيهياً ، لكن لم تبنِ سوى منتزه واحد ويعمل جزئياً . وللمجموعة استثمارات في السَياحة والانترنيت والصَحة والقطاع الرَقمي .

الأزمة في مجموعة “إيفرغراند” :

حسب ما أعربت عنه الشَركة الصَينية لبورصة “هونغ كونغ” ، يبلغ إجمالي ديون الشَركة نحو 302 مليار دولار أمريكي . بدأت الأزمة بالظهور في وقت سابق عندما وضحَت المجموعة ذلك وصرحَت بأنه لن يكون باستطاعتها ومقدَرتها تسديد القروض المستحقة الدَفع عليها . ويعود سبب العجز عن التسديد إلى تدني وتراجع كبير في مبيعات المجموعة من العقارات وعدم إكمال وعرقلة عدَة مشاريع ، في ظلَ استمرار الحاجة والضَرورة إلى الاقتراض لتلبية متطلبات النفقات الجارية . ونقلاً عن وكالة “أسوشيتد برس” “Associated Press” : “إنَه من غير المرجح أن تكون إيفرغراند قادرة على سداد جميع الدَيون لصالح البنوك وحاملي السَندات الآخرين” .

تأثير أزمة “إيفرغراند” على الاقتصاد الأسترالي :

إنَ أزمة العملاق الصَيني الحالية تشكل خطراً على الاقتصاد الأسترالي ، حيث تعدَ الصَين الشَريك التَجاري الأكبر لأستراليا بإجمالي حجم تبادل تجاري يبلغ نحو 233 مليار دولار في عام 2020م . وأكثر القطاعات الاقتصادية تضرراً بالأزمة سوق الأوراق المالية والصادرات الاسترالية .   وحسب البيانات الرَسمية قد وصلت صادرات استراليا من خام الحديد نحو 85 مليار دولار خلال عام 2020م . وكذلك أشارت تقارير اقتصادية إلى أن أسهم شركة BHP Group تراجعت بالفعل بنسبة 30 في المائة عن ذروتها في وقت سابق ، حيث انخفض سعر منتجها المميز (خام الحديد) إلى أكثر من 60في المائة ، وإن كان ذلك من مستويات قياسية . إنَ التَراجع الحرَ لأسواق الأوراق المالية كذلك بإمكانه واستطاعته أن يؤدي إلى تراجع الاقتصاد ، حيث تتراجع الشَركات عن مشاريع الاستثمار وتؤخر توظيف العمال .

موقف الحكومة الصَينية :

بما أنَ مجموعة “إيفرغراند” تمثَل ثاني أكبر مطوَر عقاري في الصَين ، والقطاع العقاري يقدر بأنه يمثَل نحو ربع النَاتج المحلي الإجمالي في الصَين ومجموعة “إيفرغراند” من أكبر الشَركات العقارية في العالم ، فقد تسلطَت الأضواء وتوجَهت جميع الأنظار إلى مجموعة “إيفرغراند” تخوَفاً من إعادة تجربة ما حدث مع مصرف “ليمان برادرز” الأمريكي أثناء الأزمة المالية العالمية عام 2008م .

لم تحدد الحكومة الصَينية إذ كانت ستتدخل لصالح مجموعة “إيفرغراند” أم لن تتدخل . وكما أوردت بعض التَقارير الصَحفية بأن السلطات الصَينية قد أنذرت وحذَرت الحكومة المحلية من هبوط وانهيار متوقع ومحتمل لمجموعة “إيفرغراند” . وهذا ما ينَذر ويشيَر إلى أنَ الحكومة الصَينية لن تتدخل لإنقاذ مجموعة “إيفرغراند” ولن تضع أيَة خطَة للنَهوض بتلك المجموعة والأخذ بيديها .

لجأت “بكين” إلى وضع شروط جديدة تنظيمية متعلقة بحصول مجموعات التَطوير العقاري على القروض .

قال كبير المستشارين الاقتصاديين في “أليانز” والرئيس التَنفيذي السَابق والمدير التَنفيذي لشركة “بيمكو” العملاقة للسندات ، “إنَ انتقال عدوى انهيار إيفرغراند للأسواق يرجع إلى اهتزاز ثقة الممولين العالميين للقطاع العقاري ، حيث يمكن القول إن الصَين توقفت عن دعم الشَركة ضمن إجراءاتها لإعادة التوازن للسوق ، من ناحية يتم معاقبة المجازفة المفرطة للشركات ، ومن ناحية أخرى لا ترى ضرورة للتدخل لأن الخطر ليس نظامياً” .

المصادر :

Alaraby.co.uk

Aljazeera.net

 

Click to rate this post!
[Total: 0 Average: 0]

شاركنا بتعليقك أو رأيك

تابعنا على وسائل التواصل الإجتماعي