كيف يؤثر علم نفس الألوان في سلوك المستهلك

كيف يؤثر علم نفس الألوان في سلوك المستهلك

كيف يؤثر علم نفس الألوان في سلوك المستهلك

في مجال التسويق بالتجزئة وخاصة على مستوى الأفراد، تعد الألوان قوة خارقة للتأثير على قرارات المستهلكين لما لها من قدرة على محاكاة العقل الباطن للمستهلك، والتأثير بالمشاعر والعواطف بشكل لا إرادي، وبالتالي توجيه إمكانية سلوك المستهلك لأهداف تسويقية وترويجية.

كما تعد الألوان أبجدية الشعارات والعلامات التجارية لرسم هويتها وصقل كيانها المرئي لتخلق في أذهان المستهلكين الولاء للمنتج بشكل لا إرادي لديهم.

إقرأ أيضا.

 

كيف يؤثر علم نفس الألوان في سلوك المستهلك

خلال التسوق في المولات التجارية، قد يدفعك الفضول بسبب اللون الجذاب لغلاف منتج ما إلى سحبه من مكانه بغاية قراءة ما على العلبة ومعرفة المنتج بشكل أكثر، حيث يلعب لون الشعار التجاري دفعة إضافية بنسبة 80% في سلوك المستهلكين المستهدفين، وعلى هذا المثال يُدرك أصحاب العلامات التجارية في كافة المجالات وخاصة الناشئة أهمية اللون في جذب الأنظار نحو منتجاتهم، كخطوة أساسية في مجال التسويق وجذب المزيد من المستهلكين.

إليك دليل المشاعر الخاصة بكل لون، مما يساعدك على تصميم ألوان شعارك التجاري أو موقعك الإلكتروني، فماذا يقول علم الألوان:

 

اللون الأحمر:

وهو اللون الأقوى تأثيراً على العواطف الإنسانية، حيث تشير الدراسات بأن الأحمر يزيد من معدل ضربات القلب، مما يعني اندفاع الادرينالين بالدم وهو الهرمون المرتبط بالمشاعر الشديدة كالخطر أو الحب. أما في مجال التسويق يرفع اللون الأحمر من الرغبة بالمخاطرة والشراء الاندفاعي لدى المستهلكين.

 

اللون الأصفر:

من فئة الألوان الدافئة، ورغم أنه أقل قوة من اللون الأحمر ألا أنه لون جذاب وملفت للانتباه، يمنح المتسوقين الإيجابية وشعوراً بالدفء والبهجة والتفاؤل، يحفز النشاط العقلي ويزيد من الوعي والطاقة، لكن احذر في حال الإفراط باستخدامه يبعث الأصفر على مشاعر القلق.

 

اللون البرتقالي:

يثير اللون البرتقالي مشاعر الفرح، وفي علم الألوان ينتج البرتقالي بالمزج بين الأحمر والأصفر، أي أنه يجمع بين طاقة اللون الأحمر وبهجة اللون الأصفر. يحفز البرتقالي المستهلك ويستحضر مشاعر الحماس والإرادة والتشجيع لاتخاذ القرارات. لا عجب أنه اللون الرسمي لتسويق مشروبات الطاقة وأجهزة الرياضة أو حتى مكاتب الشركات التي ترغب بزيادة إنتاج موظفيها.

 

اللون الأزرق:

وجدت إحدى الدراسات أن العملاء في أحد وكالات بيع السيارات قد ارتفعت نسبة موافقتهم على صفقات أكثر ربحية لأصحاب هذه الوكالات، وذلك فقط عند التفاوض في غرفة زرقاء!

فهو لون السكينة، يولّد في نفس الإنسان مشاعر الهدوء والأمان. يبعث اللون الأزرق الراحة في نفس العملاء عند اتخاذهم للقرارات وخاصة في حالة القرارات الصعبة، مما يدفعهم للشعور بالاسترخاء والأمان أثناء اتخاذ قرار الشراء أو الموافقة على الصفقات.

وكما أن اللون الأزرق معاكس للون الأحمر في دولاب الألوان، فإن تأثير اللون الأزرق في نفس الإنسان معاكس للون الأحمر الذي يزيد من سرعة ضربات القلب، أما الأزرق يزيد من الهرمونات ذات التأثير المهدئ، مما يساعد على الاسترخاء وتهدئة ضربات القلب وسرعة التنفس، بالإضافة إلى أنه يثير حالة من الحماس والخيال، الإخلاص، الروحانية والرحمة.

 

اللون الأخضر:

نظراً لكونه لون الطبيعة، يشير اللون الأخضر إلى النقاء والصحة والنضارة. كما يعبر عن النمو والحيوية نتيجة لارتباطه بالنباتات والأشجار.

يبعث اللون الأخضر على النشاط بشكل لطيف مع مشاعر الراحة والانسجام، والاستدامة.

نتيجة لذلك، يستخدم اللون الأخضر للإشارة إلى ربح الأسهم في الأسواق المالية ونمو الشركات في الرسوم البيانية للخطط الزمنية التجارية، كما أنه اللون الرسمي للمبادرات والمشاريع البيئية، والمنتجات العضوية.

 

اللون الأرجواني

بكافة تدرجاته كالبنفسجي والأرجواني المائل للأحمر، يمنح اللون الأرجواني شعور التجديد والتميّز نظراً لندرة استخدامه في تسويق المنتجات.

يمثل اللون الأرجواني الطموح والقوّة، فقد اقتصر استخدام اللون الأرجواني من قبل الملوك في الماضي وذلك لتكلفته العالية، لذا يرتبط بالفخامة.

كما يعكس اللون البنفسجي الحكمة والكرامة والاستقلال، الغموض، السحر والإبداع.

 

اللون الزهري

يعد اللون الزهري (أو الوردي) أكثر رقة مقارنة مع الأحمر، فهو لطيف خالي من مشاعر الخطر أو التهديد.

يرتبط اللون الزهري بالطفولة والصبا مما يجعله أداة تسويقية قوية لما يمثله من براءة وتفاؤل والشعور بالأمل.

وهو اللون المحبب للإناث، حيث يعتبر اللون الزهري مفيداً للتسويق الموجه للنساء والفتيات لكونه يعكس الأنوثة، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار الظاهرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة وتسمى “الضريبة الوردية الأنثوية” أو “Pink-Tax ” والتي تعني ارتفاع أسعار المنتجات التي تستهلكها الإناث فقط بسبب تغليفها باللون الوردي رغم عدم اختلاف جودتها عن منتجات أرخص منها، مما يؤثر على قرارات الشراء بالنسبة للمنتجات التي تستهلكها الإناث بالابتعاد عن اللون الوردي نظراً للانطباع الشائع عن ارتفاع سعرها مقارنة بجودتها.

 

اللون الأسود:

وهو اللون المتعدد الاستخدامات، سواء في حال استخدامه لوحده في العلامات التجارية، أو في حال المزج بينه وبين الألوان، كونه لون محايد ذات تباين عالي في حال استخدامه مع باقي الألوان ليعكس الأناقة والتطور، الانضباط، النضج والقوة.

 

اللون الأبيض:

كما هو الحال بالنسبة للأسود، يعتبر اللون الأبيض أنيقاً رائعاّ للمزج مع الألوان وخلق تباين عالي، حيث يعكس مشاعر النقاء والخير والبراءة.

فهو لون الثلج مثالي ونظيف بدون أي شائبة، يعكس روح الحداثة والشباب.

 

اللون الرمادي:

وهو لون محايد بشكل مطلق كونه يجمع بين الأسود والأبيض، يمثل الرمادي لون الأيام الغائمة يعكس مشاعر السبات ونقص الطاقة.

يرتبط اللون الرمادي بالنضج عند استخدامه مع ألوان أخرى في العلامة التجارية، لا يُحبّذ استخدامه لوحده فقط في تصميم موقعك أو شعارك التجاري، فهو رائع لمزجه مع الألوان كظلال أو خلفيات رمادية تعطي إحساس بالتوازن والهدوء.

 

إلى هنا، يمكن الجزم بأهمية استخدام الألوان لجذب الأنظار نحو المنتجات كخطوة أساسية في التسويق التجاري، لما تمتلكه الألوان من تأثير مباشر في العقل الباطن للفرد، واستحضارها للمشاعر الإنسانية.  يشكل علم النفس الألوان في سلوك المستهلك إحدى أهم قرارات التسويق للمنتج أو للحملات الترويجية بكافة مستوياتها، سواء الموجهة للفرد أو لشريحة من المجتمع، وهذا ما تعكسه الخطط التسويقية الحديثة التي تتبعها أكبر الشركات في مختلف المجالات بهدف النجاح للوصول لغايتها التجارية في الربح والانتشار.

Click to rate this post!
[Total: 4 Average: 3]

شاركنا بتعليقك أو رأيك

تابعنا على وسائل التواصل الإجتماعي