مفهوم التجارة الإلكترونية: تعد التجارة من أقدم المهن التي مارسها الإنسان وقد تطورت عبر الزمن بدءاً من مفهوم مقايضة السلع مروراً بدخول النقود كوسيلة للتعامل حيث أصبحت تمثل القيمة الشرائية للسلعة وصولاً إلى ما نعيشه الآن من تطور تكنولوجي بدأ يتنامى بشكل متسارع مغيّراً بذلك مفهوم التجارة إذ حررها من الارتباط بمكان معين وساعة معينة فاتحاً الباب على مصراعيه أمام مفهوم جديد وهو التجارة الإلكترونية وهي بشكل مبسط عملية بيع وشراء المنتجات عبر الإنترنت بكل خطواتها وإجراءاتها سواءً كانت بين الأفراد أو الشركات ضمن حدود دولة واحدة أو بين الدول إذاً ما هو حجم سوق التجارة الإلكترونية في المنطقة العربية ٢٠٢٢؟.
أهمية التجارة الإلكترونية:
تعتبر التجارة الإلكترونية ثورة في عالم التجارة فقد أزالت الحواجز الجغرافية بين البلدان ،فالسوق الالكتروني حالياً حدوده سكان العالم حيث يمكنك شراء أي منتج أو خدمة من أي مكان في العالم بخطوات بسيطة وإتمام عمليات الدفع بشكل سهل، كل ذلك وأنت جالس في منزلك خلال هاتفك المحمول أو أي جهاز آخر متصل بشبكة الإنترنت.
ليس ذلك فحسب بل صار بمقدور أي شخص عادي غير مرتبط بشركة القيام بالعمليات التجارية و اختيار منتجات مختلفة معتمداً كل الاعتماد على تقييمات المتعاملين للبائع والمنتجات والتي تتم بشكل علني وبكل وضوح وشفافية الأمر الذي يصب في مصلحة المتعامل في الدرجة الأولى فهو يستطيع اختيار المنتجات ذات الجودة العالية و الاسعار التنافسية وأحياناً يحظى على الكثير من العروض والخصومات التي تقوم بها الشركات المنتجة من أجل الفوز في معركة جذب الزبون .
وفي ظل هذا التطور للسوق الإلكترونية
كيف يمكن سوق التجارة الإلكترونية في المنطقة العربية ؟
مع الأسف تعتبر تجربة الدول العربية في مجال التجارة الإلكترونية تجربة خجولة إلى حد كبير فهي حتى الآن تمثل ما لا يزيد عن 1% من قيمة التجارة الإلكترونية العالمية .
إن تساءلنا عن الأسباب وراء هذه النسبة المتدنية سنجد العديد منها
- غياب التشريعات والقوانين التي تنظم التجارة الإلكترونية وتحمي العملاء.
- عدم توفر البنى التحتية للتطور التكنولوجي اللازم لمثل هذا النوع من التجارة.
- عدم توافر الوعي الكامل للمواطن العربي بأهمية هكذا نوع تجارة أسوة بالعالم الغربي.
- افتقار المستهلك العربي إلى الثقة بمثل هذا النوع من التعاملات الإلكترونية.
- عدم تمتع الموظفين بالخبرة الكافية في التعامل والتسويق عبر الإنترنت والترويج والإعلان عن بضائعهم بشكل صحيح.
بعض الدول العربية ذللت هذه العقبات من أجل اللحاق بركب التجارة الإلكترونية ،يعود الفضل في ذلك لحكوماتها ذات النظرة المستقبلية التي تبشر بتحول التجارة إلى الشكل الالكتروني وتلاشي التجارة التقليدية تدريجياً.
في مقدمة هذه الدول دولة الإمارات العربية :
إذ تتصدر المرتبة الأولى على مستوى الوطن العربي في التجارة الإلكترونية والمرتبة ٢٨على مستوى العالم.
بلغ حجم التجارية الإلكترونية في عام٢٠٢٠حوالي ٢٧.٢مليار دولار أمريكي ساعد في ذلك تعداد السكان البالغ ١٥مليون نسمه٩٠%منهم يستخدمون الإنترنت و٣٠% يشترون حاجياتهم من الإنترنت.
كما أن حكومة الإمارات تبذل كل ما تستطيع من جهود من أجل تقديم التسهيلات اللازمة لتطوير التجارة الإلكترونية إذ هيأت البنى التحتية اللازمة لمواكبة هذا التطور ،كذلك سنت مجموعة من القوانين المنظمة لقطاع التجارة الإلكترونية وتوفير منصات التداول الإلكتروني.
تليها دولة قطر تحتل المرتبة الثانية على المستوى العربي والمرتبة ٤٧عالمياً حيث شهد قطاع التجارة الإلكترونية تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة إذ بلغ حجم التجارة الإلكترونية في عام ٢٠٢٠مايقارب ٢.٢مليار دولار أمريكي مقابل ١.٥مليار دولار أمريكي في عام٢٠١٩.
تأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة عربياً والمرتبة ٤٩على مستوى العالم في مجال التجارة الإلكترونية، بالرغم من استخدام معظم السكان لخدمات الانترنت الا أن ١٥% منهم يشترون حاجياتهم عبر الإنترنت .
تعمل الحكومة جاهده على تخطي العقبات التي تحول دون تطوير هذا القطاع الهام .
تلي المملكة العربية السعودية كل من الكويت وسلطنه عمان والبحرين ضمن مجلس التعاون الخليجي.
بالإضافة إلى ذلك دولة مصر ذات التعداد السكاني المتجاوز ل٤٨مليون مستخدم للإنترنت والتي تقل أعمارهم عن٣٠سنه،اذ بلع حجم التجارة الإلكترونية عام٢٠٢١مايقارب٤.٩مليار دولار أمريكي وتعتبر التجارة الإلكترونية ثالث أكبر القطاعات التي شهدت نمواً متسارعاً في معدلاتها السنوية وذلك بعد قطاعي الاتصالات والتكنولوجيا.
مستقبل التجارة الإلكترونية في العالم العربي
يتوقع خبراء الاقتصاد نمواً متسارعاً في حجم التجارة الإلكترونية في العالم العربي وأنها ستطغى على نمط التجارة التقليدية ،واهم العوامل التي ستساعد على ذلك اعتماد تطبيقات سهلة الاستخدام لاتمام عمليات الشراء بدلاً من مواقع الويب،بالإاضافة إلى إدخال نظام التقسيط لتشجيع وجذب المزيد من المستهلكين لاستخدام هذا النوع من التجارة.
بالرغم من متعة التجول في الأسواق والنظر مطولاً إلى واجهات المحلات المرتبة بعناية وإتقان لتجذب أكبر عدد من الزبائن إلا أنها التكنولوجيا تسللت بهدوء إلى حياتنا وبدأت تسيطر شيئاً فشيئاً على معظم جوانب حياتنا،قد يراها البعض إيجابية إذ سهلت حياتنا بشكل لا يصدق لكن برأيي الشخصي افقدتنا الكثير من متع الحياة